التعريف
تيولوجي لغة يؤخذ من الكلمتين
الاساسيتين في لغة يونان تيوس و لوجوس. تيوس معناه الاله و لوجوس
معناه القول و الكتابه. فتيولوجي هو البحث علي الاله. تيولوجي هو المعرفة
الالهية (يبحث فيه صفات الاله واصول
الايمان به وللدين بدليل الكتاب المقدس )
كما تكتب في المعجم الاندونسي الكبير.
فتيولوجي الاسلامي اصطلاحا هو
علم يبحث فيه ذات الله و صفاته و الايمان به بدليل الكتاب و السنة ويسمى بعلم الكلام و التوحيد. قال محمد عبده
" التوحيد علم يبحث عن وجود الله وما يجب ان يثبت له
من صفاته وما يجوز ان يوصف به وما يجب ان ينفى عنه وعن الرسل لاثبات رسالتهم ان يكونوا
عليهم ومما يجوز ان ينسب اليهم وما يمتنع ان يلحق بهم.
فالواجب ما لا يتصور في العقل عدمه و المستحيل مالا يتصور في العقل
وجوده والجائز مايصح في العقل وجوده و عدمه.
الخلفية في وجود المذهب الكلامي
كما يشتهر في العلوم الاخري ان علم الكلام لا يعرف في عهد النبي. لكن
ما يوجهه اليه من الاصول التوحيدية للزمان القادم قد وجد في اصول شريعة الاسلام .
لقد عرفنا ان شريعة الاسلام له وجهان
اللتي تسمى الاعمال الباطنية والظا هرية او التكاليف البدنية والتكاليف القلبية
كما قاله ابن خلدون.
اما الاعمال الظاهرية اللتي تتعلق بالعبادة تبحث في علم الفقه و
الاعمال الباطنية اللتي تتعلق بالايمان تبحث في علم الكلام.
الهدف
الغرض من دراسة علم الكلام معرفة ذات الله و ما يتعلق به مما يجب و
يستحيل و يجوز من صفاته وكيفية الايمان به.
الفائدة
اعلم ان ما يهتم من حياة المسلم و افعاله العقيدة والايمان بالله.
واذا عرف المرء ما يجب عليه من العقيدة بدراستها فيعتقد في كل ما عليه من الدين والعيش
والفعل حتي سلم فيها و يمنع عن نفسه المعارض والمخالف العقائد ية فاستقام عنها و
ياءمن فكره عن الزلل والضلل حتي استرشد عليها.
موضوع دراسة علم الكلام
قال العلامة ابن
القيم -رحمه الله- : وأما التوحيد الذي دعت
إليه الرسل ونزلت به الكتب فهو نوعان : توحيد في المعرفة والإثبات ، وتوحيد في
الطلب والقصد .
فالأول هو : إثبات حقيقة ذات الرب تعالى وصفاته وأفعاله وأسمائه
وتكلمه بكتبه وتكليمه لمن شاء من عباده ، وإثبات عموم قضائه وقدره وحكمته ، وقد
أفصح القرآن عن هذا النوع جد الإفصاح.
أهمية العقيدة في حياة
الإنسان :
1-لا
بد لكل بناءٍ ماديًّا كان أو معنويًّا من أساس يقوم عليه, والدين الإسلامي بناء
متكامل يشمل جميع حياة المسلم منذ ولادته وحتى مماته ثم ما يصير إليه بعد موته ،
وهذا البناء الضخم يقوم على أساس متين هو العقيدة الإسلامية التي تتخذ من وحدانية
الخالق منطلقًا لها كما قال تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ
وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }{ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ
وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } فالإسلام يعنى بالعقيدة ويوليها أكبر عناية سواء
من حيث ثبوتها بالنصوص ووضوحها أو من حيث ترتيب آثارها في نفوس معتقديها ؛ لذا نجد
أن الرسول صلى الله عليه وسلم مكث عشر سنين بمكة ينزل عليه القرآن وكان
في غالبه ينصب على
البناء العقدي حتى إذا ما تمكنت العقيدة في نفوس أصحابه رضوان الله عليهم نزلت
التشريعات الأخرى بعد الهجرة إلى المدينة .
سباب التركيز على عقيدة
التوحيد :
تعتبر عقيدة التوحيد هي
الأساس الفاصل بين الإيمان والشرك أو الكفر . ولما كان البناء الإسلامي كله يقوم
عليها فقد عني القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم بتأسيس ذلك وتوضيحه غاية
التوضيح . كانت المجتمعات البشرية قد اعترى تصورها لله الخالق انحراف كبير سببه
التحريف الذي حدث للديانات السابقة مما فتح الباب أمام الانحرافات والتخيلات
الفاسدة في العقيدة الإلهية ، فأصبح الناس بين طرفي نقيض :
الطرف الأول : قوم غلوا
بعقولهم فجعلوا إلههم صورة خيالية تجريدية لا محل لها من الواقع . فكان الإله
عندهم صورة ذهنية مجردة .
الطرف الثاني : قوم
فرطوا في إلههم فشبهوه بالمخلوق ووصفوه بصفات المخلوق من حيث التعدد واتخاذ الولد
والتجسيد ، وكونه يعتريه ما يعتري البشر من الآفات والنقائص وأنه يمكن أن يخفى
عليه شيء من الخلق .
Tidak ada komentar:
Posting Komentar